لماذا التصوير الضوئي فن؟ فما هو إلا نقل حرفي لمشاهد الجمال المنطبعة على صفحات الكون.
فالجمال والفن في لوحات الكون وليس في لوحات المصور الضوئي، ثم لماذا هو فن والفن إبداع وأين الإبداع في حالة كهذه؟ كلها تساؤلات مشروعة تنمو تحت ضياء التفكير والإجابة عنها ممكنة بل وواجبة حتى.
ولنتساءل بداية: مامفهوم الفن؟ فبعضهم يراه إحساساً بالجمال الكوني القابع فينا والمستقل عنا، وبعضهم الآخر يراه إبداعاً ذاتاً مكتملاً، وأنا أراه هذا وذاك معاً، فبداية طريق الفن الإنساني هو الإحساس المرهف بالجمال الطافح من كؤوس الوجود ، ونهاية الفن هو الإبداع الأصيل، وعلى هذا فالذي يشعر بالجمال هو فنان في قلبه ولو لم يكن فنانا في خلقه شيئاً جديداً، بل هو قد دخل مملكة الفن الإنساني من بابها الصحيح ( الإحساس بالجمال) فالذي يحس بالجمال يقف في منتصف الطريق بين الإنسان العادي والإنسان المبدع وعلى هذا فأنا أرى التصوير الضوئي فناً قائماً بذاته وذلك عائد إلى أمرين:
أولهما : كونه قائم على الإحساس بالجمال وكما أسلفنا فالإحساس بالجمال والتقاطه هو فن بحد ذاته.
وثانيهما : لأنه حقق مصطلح فن التصوير الضوئي وهو الإحساس بالجمال والتعبير عنه بحيز من الإبداع يتمثل في انتقاء زاوية النظر الأمثل ودرجة الإضاءة الأفضل والمشهد الأروع في مشاهد الكون والمجتمع
وهذا الانتقاء هو فن لأنه انتقاء يحركه الإحساس بالجمال والإنسان والحياة ولأنه انتقاء يلتقط مشاهداً تهزنا حينما نراها، وكل ما يهزنا في الحقيقة هو فن
أجل، إن الرسم فن فيه حيز الإبداع في التعبير أكبر وأعمق ولكن التصوير الضوئي أيضاً فن إبداعه ينحصر في الإحساس بالجمال ونقله بأبهى وأعمق صورة وليس الأمر متوقفاً فقط على أحياز الإبداع بل على مدى تطابق فن من الفنون بين مصطلحه وواقعه ومدى أدائه لوظيفته الفنية المنوطة به
إنّ التصوير الضوئي فنّ عصري يلائم الوسائل العصرية، وقد لاقى اهتماماً جميلاً في دولة الإمارات من خلال الاهتمام والتفعيل الايجابي الذي تعيشه جمعية التصوير الضوئي، ومن خلال ما نلاحظه من مواهب إماراتية شابة لها مشاركات جميلة وتعميق شفاف الرؤى ومخملي العرض لكثير من المشاهد التي تمّ التقاطها بعيون إماراتية شابة هي بلا شك تعد بازدهار هذا الفن في الساحة الإماراتية بالتوازي مع ساحات خليجية وعربية أخرى.